اضاءة:
خالفت الزيدية (الهادوية) الإمام زيد بن علي في كثير من المسائل الفرعية في باب العبادات والمعاملات، وسنذكر في هذا البحث المسائل التي خالفت فيها الزيدية (الهادوية) الإمام زيد رحمه الله في مسائل الفروع من باب النجاسة .
----------------------------------------------------
المسألة الثاني : حكم المضمضة والاستنشاق:
المضمضة: هو تحريك الماء في الفم ومضمض الماء في فيه حركه وتمضمض به([1])
والاسْتنشاق: هو إدْخال الماءِ في الأنف والاستنثار هو اسْتِخراج ما في الأنف من أذىً أو مخاط([2]).
المذهب الأول : أنهما واجبان:
خالفت الزيدية (الهادوية) الإمام زيد بن علي في المضمضة والاستنشاق حيث ترى الزيدية الهادوية أن المضمضة والاستنشاق من الواجبات، كما صرح بذلك الإمام الهادي يحيى بن الحسين حيث قال:"فأما ما يقال به من أن الاستنشاق والمضمضة سنة ليستا بفريضة، فلا يلتفت إلى ذلك لأن الله أمر بغسل الوجه أمراً، وهما من الوجه حقاً، ففرضه عليهما واجب كوجوبه عليه، إذ هما بلا شك منه وفيه"([3]).
وقال:"وفي ذلك ما حدثني أبي عن أبيه القاسم بن إبراهيم رحمة الله عليهم فيمن نسي المضمضة والاستنشاق فقال: لا يجزيه إلا أن يتمضمض ويستنشق؛ لأن الفم والمنخرين من الوجه، وقد أمر الله بهما فقال: ﴿ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ ﴾ [المائدة: 6] وهما من الوجه"([4]).
ويذكر يحيى بن حمزة أن هذا هو مذهب العترة حيث قال:"المذهب الأول: أنهما واجبان، وهذا هو الذي عليه أكثر أئمة العترة، نص عليه القاسم في (كتاب مسائل النيروسي) على ما ذكره يحي بن حمزة في الانتصار، والهادي في الجامعين: (الأحكام) و(المنتخب)، وهو قول المؤيد بالله([5])، بل عدها المؤيد بالله في شرح التجريد من فروض الوضوء([6]).
اقرأ المزيد في هذا المبحث على هذا الرابط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق