موقف الزيدية (الهادوية) من القرآن الكريم
اضاءة:
تعتبر الزيدية الهادوية طائفة من طوائف الشيعة، وهي أقرب طوائف الشيعة إلى أهل السنة([1])، ومن هذا المنطلق إذا رأينا اعتقادهم في القرآن الكريم فسنجد أنهم يعتقدون خلاف ما يعتقد به الشيعة الاثنا عشرية والإسماعيلية في القرآن الكريم من التحريف والتبديل([2])،
------------------------------------------
و ذلك أن الزيدية(الهادوية) يعتقدون أن القرآن وحي الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم،
الذي تعبدنا بتلاوته، المنقول إلينا بالتواتر، المعجز غير مزاد فيه، ولا منقوص منه، ولا تعارض فيه، ولا
اختلاف.
يقول الهادي يحيى بن الحسين:" ثم إني أشهد أن القرآن وحي الله، وكتابه وتنزيله، أنزله على نبيه
عصمة لمن اعتصم به، ونجاة لمن تمسك به، من عمل به نجا، ومن خالفه غوى، وفي النار غداً تردى،
مفصل آياته، موصل محكماته، كثيرة عجايبه، سنية مذاهبه، نيِّر برهانه، واضحة حجته"([3]).
ويقول عن حفظ القرآن في باب الرد على من يزعم أن القرآن قد ذهب بعضه :"وكيف يذهب من القرآن قليل أو كثير، وهو حجج الواحد اللطيف الخبير، وفيه فرائضه على الخلق سبحانه، فقد حفظ
ومنع من كل شان من الشأن، فيا ويل من قال بنقصان الفرقان، أما سمع قول الواحد الرحمن:
﴿بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ﴾ [البروج:21 - 22]، فأخبر أن القرآن عنده محفوظ له جل
جلاله، وفيه ما يقول:
﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾[فصلت: 42]،
ويقول سبحانه:﴿إنا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجرات:9] فأخبر أنه لِما نزل من الذكر
حافظ، ولم يلفظ بغير الحفظ فيه لافظ، إلا عمٍ جاهل، وعن الرشد والحق زائل، ولقول الله مبطل معاند، ولِما ذكر الله من حفظه له جاحد" ([4]). ويقول صاحب العقد الثمين: