السبت، 26 يناير 2013

موسوعة النبأ: حتى الحوثيين ... إن يطيعوه يهتدوا!


تمت الإضافة بتاريخ : 26/01/2013
حتى الحوثيين ... إن يطيعوه يهتدوا!
حسين الصوفي

موسوعة النبأ  تمتلئ أغلب شوارع العاصمة وبقية محافظات الجمهورية بشعارات الاستعداد للاحتفال بالمولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم والذي تتبناه جماعة الحوثي تحت شعار «وإن تطيعوه تهتدوا»
وتنوعت اللافتات والشعارات والملصقات استعدادا للاحتفالات التي تزمع الجماعة إقامتها في صعدة وفي بقية المحافظات كتقليد سنوي جديد لم يعرفه المجتمع اليمني بهذه الكيفية من قبل خصوصاً حين يرافقه شعار الجماعة "الموت لأمريكا".
لكنه وبغض النظر عن الدخول في خلاف حول مشروعية الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من غيره، وهل 12 ربيع الأول من كل عام هو ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم فحسب أم أنها ذكرى وفاته أيضاً، إلا أن الطارئ في المناسبة لهذا العام التي يحييها الحوثيون واختاروا شعار «وإن تطيعوه تهتدوا» المقتبس من آية قرآنية شريفة، أنه جاء متزامنا مع الأخبار التي تتواتر من صعدة كان آخرها قيام مجموعة مسلحة تتبع أنصار الله (المجاهدين الحوثيين) باقتحام مدرسة في صعدة وإغلاق أبوابها على المدرسين والطلاب أيضا، وقبل هذا كان عبد الله الغمري أحد الكوادر التربوية في صعدة يتعرض للشنق حتى كاد "المجاهدون" أن يرسلوه إلى مقبرة الحوثي في لمح البصر لولا أن الله نجاه كما قال.
بعد حادثة الغمري جاءت حادثة الشاب فاضل البدوي الذي عذبه الحوثيون لأكثر من سبعين يوما حتى فقد عقله – كما تناقلت ذلك وسائل الإعلام. وبين هذه الأحداث تأتي كمية ضخمة من الانتهاكات والاعتداءات المتوالية التي يتجاوز بعضها وصف الجريمة البشعة، كما تفيد تقارير الرصد التي تقدمها المنظمات الحقوقية وآخرها تقرير "وثاق" الذي احتوى على جرائم تهز الضمير الإنساني.
ما يبدو مهماً هنا اليوم هو توجيه السؤال للحوثيين –خصوصا في صعدة: هل تعلمون قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع الجمل الذي جاءه تدمع عيناه فحضنه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول: أين صاحب هذا الجمل، إنك تثقل عليه الحمل ولا تحسن إليه. وهل جاءكم خبر حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول إن امرأة دخلت النار في هرّة حبستها لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض؟ وهل وصلكم منهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع اليهودي الذي كان يؤذيه ويرمي النفايات باب بيته فمرض يوماً فعاده النبي عليه الصلاة والسلام ودعاه للإسلام فلما أسلم فرح النبي صلى الله عليه وسل وقال "الحمد لله الذي أنقذه من النار". وهل وصلكم قول الله تعالى عن حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم" «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» وقوله تعالى: «ولو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك»؟ 
ويبدو أنه من نافلة القول التأكيد على أن منهج النبي صلى الله عليه وسلم هو الدعوة إلى التسامح والتآخي ونبذ العنف والتطرف والتقاتل والتحاسد والتباغض والتناجش وغيرها من الأمراض والأحقاد التي تسبب شروخاً في العلاقات الأخوية للمسلمين وغيرهم أيضا، وهو المنهج الذي يجب أن نتذكره اليوم ونحن نستقبل ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم ويحضّر الحوثيون أنفسهم لإقامة شعائرها من باب إظهارهم لحب النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته. 
لكن ما يجب أن يعلمه الجميع أن الاحتفالات مهما كانت مناسباتها لم تكن أبداً بديلاً عن المنهج القويم، ولا يجوز أن تكون المناسبات الدينية والشعائر الكريمة مطية للكسب السياسي الرخيص واستغلال عواطف الناس، بل هنا يأتي الامتحان الصعب لجماعة الحوثي في هذه المناسبة بالذات، ويطرح مفهوم الآية الكريمة عليهم «وإن تطيعوه تهتدوا».. وعليكم أيضا أن ترضّوا على زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خصوصاً وأنتم تدّعون أنكم تظهرون حبكم للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام.
المصدرأونلاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق